ترامب يرجئ مجدداً مهلة بيع «تيك توك» في الولايات المتحدة

أجّل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت، مجددًا الموعد النهائي لبيع أنشطة "تيك توك" في الولايات المتحدة، مانحًا الشركة المالكة "بايت دانس" مهلة جديدة مدتها 75 يومًا، جاء هذا التأجيل بعدما أظهرت الشركة الصينية أن "قضايا رئيسية لا تزال بحاجة إلى حل" قبل إتمام أي صفقة محتملة، بحسب وكالة "فرانس برس".

فرضت واشنطن منذ 19 يناير 2025 قانونًا يقضي بإنهاء ارتباط "تيك توك" بشركته الأم الصينية، تحت طائلة الحظر الكامل داخل الأراضي الأمريكية، وارتكز القرار الأمريكي على مزاعم تتعلق بأمن البيانات، وخشية السلطات من أن تستغل بكين التطبيق في أنشطة تجسس أو محاولات للتأثير في الرأي العام الأمريكي.

جمّد التنفيذ ومنح مهلة جديدة
جمّد ترامب تنفيذ القانون بعد تسلّمه مهامه الرئاسية في 20 يناير، ومنح الشركة الأم "بايت دانس" فترة أولى مدتها 75 يومًا لتسوية وضع "تيك توك" داخل السوق الأمريكية.

انتهت هذه المهلة اليوم 5 أبريل دون إتمام صفقة البيع أو اتخاذ إجراءات تنفيذية ضد التطبيق، وقرر الرئيس الجمهوري لاحقًا تمديد المهلة مجددًا حتى 19 يونيو.

أعلنت شركة "بايت دانس" يوم الجمعة أن المشاورات مستمرة، لكنها شددت على أن أي صفقة مستقبلية يجب أن تحصل على موافقة السلطات الصينية، وفق ما ينص عليه القانون المحلي في بكين.

انقسام في التصريحات الأمريكية

ناقض هذا التصريح الصيني التطمينات التي أطلقها ترامب ونائبه جاي دي فانس، إذ أكد كلاهما خلال الأيام الأخيرة أن اتفاقًا نهائيًا بات وشيكًا، وكان من المفترض أن يُبرم قبل تاريخ 5 أبريل، لكن غياب التقدم الفعلي على طاولة المفاوضات دفع الإدارة الأمريكية إلى تأجيل اتخاذ أي إجراء نهائي.

كتب ترامب على منصته "تروث سوشل" أنه يأمل في مواصلة الحوار البنّاء مع الصين، مشيرًا إلى أن بكين "ليست سعيدة بالرسوم الجمركية" التي فرضتها واشنطن ضمن سلسلة من الضغوط الاقتصادية.

تيك توك في قلب المواجهة التجارية

أدرج ترامب ملف "تيك توك" في إطار الحرب التجارية الأوسع التي يخوضها مع الصين منذ ولايته الأولى، معدًّا مصير التطبيق يجب أن يُنظر إليه في سياق التفاوض حول العلاقات الاقتصادية، وليس فقط من زاوية أمن المعلومات.

عبّرت عدة شركات أمريكية عن اهتمامها بشراء "تيك توك" داخل السوق الأمريكية، لكن شركة "بايت دانس" لم تعلن رسميًا نيتها التخلي عن المنصة، ما يعقّد التوصل إلى اتفاق في المدى المنظور، ورغم الضغوط السياسية، تمسكت "بايت دانس" بموقفها الرافض لإتمام الصفقة دون الحصول على موافقة رسمية من الحكومة الصينية.

منصة مثيرة للجدل

شكّلت "تيك توك" نقطة توتر مزمنة بين واشنطن وبكين، إذ يراها المشرّعون الأمريكيون تهديداً محتملاً للأمن القومي، فيما تعدها الصين أداة تكنولوجية مشروعة يجب حمايتها من الضغوط السياسية، وبين شد الحبل القانوني والسياسي، يواصل التطبيق نشاطه في الولايات المتحدة بانتظار الحسم في مصيره.

ومن غير الواضح حتى اللحظة ما إذا كان سيتم إبرام اتفاق نهائي قبل الموعد الجديد في 19 يونيو، أو إذا كانت الإدارة الأمريكية ستلجأ إلى تنفيذ الحظر.

رفض عرض ترامب

وكانت الصين قد رفضت، الخميس، عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تقديم تنازلات على الرسوم الجمركية مقابل موافقة الصين على بيع أنشطة منصة "تيك توك" في الولايات المتحدة.

حيث أعلن ترامب، الأربعاء، استعداده لتقديم "تسويات جمركية" للصين في حال موافقتها على بيع الفرع الأمريكي لمنصة "تيك توك"، مؤكدًا أنه قد يمنح بكين "تخفيضًا جمركيًا ضئيلًا أو شيئًا مماثلًا" لإتمام الصفقة، بحسب قناة "العربية".